أمثولات العماد
- عيد الدنح هو عيد ظهور يسوع العلني للناس وعماده في نهر الأردن، على يد يوحنّا، لكي يبدأ بالرسالة ويعلن البشارة بالملكوت. إشارة الى ان كلمة "دنح" تعني بالسريانية الظهور والعلن. وهذا يجعل كل معمّد أن يسأل نفسه: ما هي الرسالة التي أظهرها للعالم (كوني مسيحي) هل نعيش ما يريده الله منّا؟
- موقف يسوع في عماده، موقف رائع ومعبّر بالفعل عن رسالة الله التضامنيّة مع الانسان. فهل كان يسوع خاطئًا ليعتمد؟ كلاّ! لكنّه فضّل الوقوف الى جانب الخاطئين الذين يحتاجون الى التوبة. لا أن يعتبر نفسه أفضل منهم، بل يشاركهم في كلّ شيء. بمعنى انه يحاول انتشالهم من بؤسهم وشقائهم. لهذا السبب انضمّ اليهم يسوع، وقبل المعمودية. لهذا السبب أتت الموافقة من أبيه: أنت ابني الحبيب الذي به سررت، وكأن الله يعرّف رسميًا ببنوّة يسوع الإلهيّة.
- إذًا في الحقيقة كانت هذه المعموديّة لحظة قرار بالنسبة ليسوع، بأن يكون متضامنًا مع البشر. عند ذاك نرى ان الله كبير في محبّته، وصغير في تواضعه.
- مطلوب منّا أن نتجدّد في ظهورنا للناس، فنضع كبرياءّنا جانبًا، ولا نعتبر ذواتنا أفضل من الآخرين. فنشاركهم في بؤسهم وقهرهم، عندها نسمع صوت الآب يقول لنا: هذا هو ابني الحبيب...
- مطلوب أيضًا أن نتذكّر عمادنا يوميًّا، لأنّنا من خلاله أصبحنا أبناء الله، وعلينا اللقاء الدائم بيسوع، وأن نفهم أن نهر الأردنّ ليس مكانًا جغرافيًّا فحسب، بل هو حاضر دائمًا في حياتنا. وفي كلّ مرّة ننتشل أخوتنا من الخطيئة والضياع، نكون وكأنّنا في نهر الأردن نقتدي بيسوع.
- أخيرًا، يسوع باعتماده يوقّع عهدًا جديدًا مع البشر، فأبطل الختان لتحلّ المعموديّة محلّه. فلنسعَ لن نجدّد معموديّتنا يوميًّا.
الأب يونان عبيد م.ل.